JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

سلسلة: رحلة إعادة ضبط الذات – Reset Your Life المقال 4 العودة إلى ذاتك: التأمل والتواصل الداخلي

العودة إلى ذاتك: حين تُسكت العالم لتسمع قلبك

"ليس الضجيج من حولك هو ما يشتتك… بل الضجيج بداخلك."

يمضي الإنسان سنوات يفتش عن ذاته بين الرفوف، في الوجوه، في الإنجازات، في التصفيق. ثم يستيقظ في لحظة صمت مفاجئة، ويدرك أنه لم يكن يعرف نفسه أبدًا.

كم مرة تحدثت مع الجميع… إلا نفسك؟
كم مرة استمعت لكل الأصوات… إلا صوتك الداخلي؟
كم مرة رتبت العالم حولك بدقة، لكنك تركت قلبك فوضى؟


في كتب الحكمة القديمة، قيل:

ما لم ترجع إلى ذاتك، ستظل غريبًا في بيتك، وغريبًا في جسدك، وغريبًا في حياتك.

العودة إلى الذات ليست ترفًا، ولا شعارات. هي عملية جراحية صامتة، تُجريها في داخلك، بلا ضوء، بلا جمهور. فقط أنت… ومرآة لا تكذب.


لماذا نضيع عن أنفسنا؟

لأننا نُدرّب عقولنا على الإنجاز، لا على الفهم. نقيس نجاحنا بعدد المهام لا بمدى سلامنا الداخلي. نهرب من الوحدة كأنها عدو، مع أنها السبيل الوحيد للتعرّف على أنفسنا حقًا.

الإنسان يهرب من الجلوس مع نفسه… لأنه يخاف أن يسمع ما لا يريد أن يعترف به.

العودة تبدأ من هنا:

  • اختفِ عن العالم لبعض الوقت: انسحب. لا تبرر. لا تشرح. فقط اختفِ لتظهر من جديد، حقيقيًا.
  • اجلس في صمت نقي: الصمت ليس فراغًا… بل مساحة تسمع فيها الأشياء التي لا تُقال.
  • دوّن أفكارك كما هي: لا تكتب لتبدو ذكيًا… اكتب لتفهم نفسك.
  • اسأل سؤالًا واحدًا فقط: "من أنا الآن؟"

تمرين اليوم:

اجلس في غرفة هادئة، دون موسيقى، دون هاتف.
خذ نفسًا عميقًا، ثم ابدأ في كتابة 10 أشياء تشعر بها الآن… دون فلترة، دون تنقيح.
ستندهش من عمق ما سيظهر لك حين تسكت كل ما هو خارجي.


في النهاية، لن تعثر على ذاتك في كتاب، ولا في وظيفة، ولا في علاقة.
ذاتك ليست شيئًا يُكتشف، بل شيئًا تعود إليه.

ما تبحث عنه… يبحث عنك، لكنك لا تسمعه من شدة الضوضاء.
author-img

مدونة بوصلة الذات

أبحث عن النور وسط الزحام… أكتب كي أذكّر نفسي أن التغيير يبدأ من الداخل، وأن كل يوم هو فرصة جديدة للهداية، والنمو، والعودة إلى الله. مدونة "بوصلة الذات" هي دليلي الداخلي... أهتدي بها كلما تاهت دروبي، وأرشدك بها كلما بحثت عنك.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة