كل شيء يتأخر عمداً… ليختبر صبرك، لا استحقاقك
في قلب كل إنسان أمنية... حلمٌ يتشكل في صمت، ينتظر لحظة الولادة إلى الواقع. لكن الحياة لا تُعطينا ما نريد لحظة ما نريد.
نقف على أبواب كثيرة، ونطرقها مرارًا، ونقول: أين الفرج؟ متى يأتي النصر؟
قال رسول الله ﷺ:
"واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا." – رواه الترمذي
في هذا الحديث، يُعلّمنا النبي ﷺ فلسفة عميقة لا يدركها من استعجل، ولا يصبر عليها من كان إيمانه هشًا. النصر لا يأتي أولًا، بل يأتي بعد صبر… والفرج لا يسبق الكرب، بل يُولد من رحمه.
🔵 حين يتأخر كل شيء… لا تسأل: لماذا؟ بل اسأل: لماذا الآن؟
نحن نعيش في عصر السرعة… كل شيء يجب أن يكون \"الآن\". لكن الله لا يُعاملنا بعقارب ساعتنا، بل بعقارب حكمته.
ما نراه تأخيرًا… قد يكون رحمة. ما نراه حرمانًا… قد يكون إعدادًا.
💬 قد يؤخر الله الأمنية… حتى لا تصبح سببًا في ضياعك، بل يجعلها سببًا في نضجك.
🔴 الصبر: اختبار داخلي لا يُرى… ولكن تُبنى عليه الأقدار
الصبر ليس فقط أن تنتظر، بل أن تنتظر دون أن ينكسر شيء في داخلك.
أن تُربّت على قلبك وتقول له: \"ما زلت أثق، وما زلت مستعدًا أن أحب الحياة، رغم تأخرها.\"
💬 الصبر ليس سكون الجسد… بل ثبات القلب.
🟣 كل تأخير… هو ترتيب إلهي دقيق لنضوجك
فكر فيها: لو جاء ما أردته قبل أن تتأهل له… هل كنت ستحافظ عليه؟
الله لا يؤخّر عنك شيئًا لتتألم… بل ليُنقذك من أن تُعطى شيئًا لا تستوعبه.
💬 ما كتب لك… لن يأخذه غيرك، لكنه لن يأتيك إلا وأنت جاهز لحمله.
⚪ الفرج مع الكرب… لأنك في لحظة الألم تُخلق من جديد
حين تضيق، حين تخذلك الطرق، حين تخفت كل الأصوات… تلك اللحظة ليست النهاية، بل هي نقطة التحول.
النبي ﷺ لم يُخبرنا أن الفرج يأتي بعد الراحة، بل مع الكرب.
💬 لأن قلبك في تلك اللحظة يكون أنقى… أقرب… أصدق في الرجاء.
🟢 أعد تعريف الاستحقاق… إنه ليس توقيتًا، بل نُضج
نحن لا نستحق الأشياء فقط لأننا أردناها بشدة، بل لأننا أصبحنا مستعدين لاستقبالها، وأهلًا لعيشها.
📌 كل تأخير لا يعني نفي الاستحقاق، بل هو تأكيد على أن النعمة لا تُسلَّم إلا لنفس ناضجة.
✨ خاتمة: حين يتأخر كل شيء… كن أنت الشيء الذي ينضج
لا تسأل الحياة أن تُسرع لك الخُطى، بل اسأل نفسك:
هل أنا أنضج مع كل يوم تأخير؟ هل أُحسن الظن؟ أُحسن الاستعداد؟ أُحسن السير؟
💬 \"واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا.\" – حديث النور، وحديث اليقين.
دع هذه الكلمات تنقش في قلبك معنى جديدًا للصبر: أنه ليس علامة ضعف… بل شهادة استحقاق.